قصة عقوق ( 2)
--------------------------------------------------------------------------------
قصة عقوق ( 2)
قصة عقوق
(2)
أنهيت كلمتي في ذلك المسجد وأخذني أحدهم إلى جداره وقال لي : كأنك حديث عهد بهذه الموضوعات ؟ قلت : ما الخبر ؟ قال أحدثك عن قصة وقفت عليها بنفسي ــ وهو عندي ثقة ـ وقفت على عجوز مسنة ضاوية من الجوع يدعوك حالها للوعة والأسى .. عينان غائرتان ، وجسد منهك من التعب ! قلت لها ما شأنك؟ قالت : لي يومان لم آكل شيئاً !! قلت : ولماذا ؟ قالت : أنبوبة الغاز منتهية قلت لها : لو وقفت على حافة الطريق لملأها أي مار بك .. قالت : أعرف ذلك إلا أنني لا أملك ثمن تعبئتها ! قلت لها : وبطاقة الضمان الاجتماعي ؟ قالت : أخذها ولدي من عامين ولم يردها لي ..!!
أتدرون من هو ولدها الذي أخذ بطاقة ضمانها الاجتماعي ومن عامين ؟ معلم يأخذ ما يزيد على ثمانية عشر ألف ريال كل شهر ، ويسكن فلة فاخرة في ذات القرية وهي تسكن غرفة قد تكسّر بعض جدرانها يعيش أحلامه مع شريكة العمر وترك هذه المسنة للزمن يأكل ما بقي من جسدها وتكاثر عليها هذه البطاقة فسرقها ليأكل ما بقي من عرقها ويدع الزمن يأكل الباقي ..
تمنيت ولأول وهلة في حياتي أنني أنسج لكم من خيالي هذه الأحرف إلا أنني أكتب عن حقيقة أعرف صاحبها تماماً وياليتني ما عرفته !
الأربعاء 29/6/1432هـ