قصة عقوق (1)
--------------------------------------------------------------------------------
قصة عقوق (1)
قصة عقوق
(1)
لن أتحدث عن صور من الجهد نسجت خيوط الأمل فيها أم لابنها في باكر عمره ! ولن أتلو قصص كهل بذل هو الآخر ما يملك لفلذة كبده ، وأدع للقارئ أن يعيد قراءة هذين الجهدين من خلال رحلة والداه معه .. غير أنني أتساءل :
ما نوع البيت الذي تسكنه زوج الواحد منا والذي يسكنه والداه ؟ كم ننفق في احتياجات زوجاتنا وكم ننفق في احتياجات والدينا ؟ كم تأخذ أمهاتنا من أوقاتنا وكم تأخذ زوجاتنا من ذلك الوقت ؟ مشاعر الحب التي نهبها لزوجاتنا كم تبلغ إذا قارناها مع المشاعر التي ندفعها لأمهاتنا ؟ كثير منا يزعم أنه بار بوالديه والحقائق الواقعية تكذّب ذلك .. قابلت محباً كبيراً في السن بعد موعظة في أحد المساجد وأخذني إلى زاوية المسجد وشكرني على الكلمة وعتب علىّ في ذات الوقت ، عتب علىّ قائلاً : كأنك لا تدري مبلغ العقوق في المجتمع ! ثم سرد علىّ قصص كثيرة ومظاهر تتوسع بشكل مخيف قال : ما رأيك في ابن يدخل بعشائه وعشاء زوجه وهو يجهد أن يواريه عن والديه ؟ ما رأيك في زوج يأكل هو وزوجه أطيب نعم الله تعالى ولا يسأل هل يأكل والداه شيئاً أو لا ؟ ما رأيك فيمن ينفق على زوجه في الشهر الواحد آلاف الريالات في كساء عرس وأمه في ذات العرس لا تجد جديداً تشارك به الناس ؟ ما رأيك في شاب كبر وتخرج وتزوج وبنى بيتاً فارهاً واشترى سيارة رائعة ولم يجد في راتبه خمس مئة ريال يهبها لوالديه وما زالت معاملة العقوق في المحكمة الشرعية .. فخرجت من المسجد وأنا مثقل من تلك الهموم التي بثها علىّ وهي قصص حقيقية باتت تتوسع عند كثير من الأبناء ، وأرجو ألا يكون لك أيها القارئ الكريم نصيباً من تلك منها .. وبعد أسبوع من هذه الحادثة وقفت في مسجد وتكلمت عن هذه القضية أمام جمع من المصلين فكانت القصة التي لم أتخيلها وأجزم أنك لن تتخيلها .. أروي لكم أحداثها في الحلقة القادمة ...!!