عبد ضعيف
فجأة أنتقل قاربي الصغير إلى منتصف البحر ،
الجو هادئ ،
سكون يطغى على الموقف ، نظرآت مريبة في الأفق،
سماء صافية ،
مجهول المصير ،
لا أدري هل سأعود ،
أم قاربي سيعود ،
أم كلنا سنعود ،
آآآآآآآه
أو ربنا جميعنا لن يعود ،
وقفت حائرا متأملا ، تسكن المخاوف جسدي الصغير ، المبلل بالعبرآت ، تركت القارب يلهو ، وتأملت هذا الإعجاز الإلهي في تسيير هذا الكون ،
بحر ملتج ،
يسكن وفجأة يلتج ،
عميقا فج ،
القارب أحيآنا يرتج ،
عبرآت أحيآنا تحتج ،
إحساس عظيم ومشاعر تخلج ،
سبحآنك يارب ، ما أضعف هذا الإنسآن ، وما أضعف قوآه إذا خارت أمام خالقه ،
سبحآنك ربي ما أعظمك ،
من ينجيني من هذا الموج إذا غضب وأهتج ،
وتلولب وأخمج ،
أنه ربي ما أعظمه وما أجله ،
قلت في نفسي ، أرأيت ،
أرأيت أيها الإنسآن رغم كبريائك وعظمتك التي ترآها في نفسك
إلا أنك في لحظآت ربما تمتج ،
وبقوته سبحآنه وتعالى وجبروته في ثوانا بسيطة تغمرك الميآه بلآهوآدة وبقوتها كيآنك الصغير يختفي ويشتج ،
بكيت ونآجيت ربي ودموعي تسيطر على خلجآت وجهي ، وأنفآسي المنقبضة تسيطر على ركود نفسي ، لملمت ماتبقى من هذه الروح ورفعت يدي إلى السماء منآجيا ، وداعيا ومستجيرا بربي وبآكيا ،
يـــــــــــــــــــــــــارب ،
أني عبدك إبن عبدك ، إبن أمتك ، نآصيتك بيدك ، ماضي في قضائك ،
يــــــــــــــــــــــــــــارب
أرحمني وأرحم جسدي الصغير المتهآلك ، أرحمني يا أرحم الرآحمين ، ليس لي سوآك ألجأ إليه في محنتي ، وفي همي وحزني ، ونصبي ، ليس لي سوآك أدعوه وأرجوه يـــــــــــــــــــــــارب
أني أتيت أليك وأنا أشهدك وأشهد حملة عرشك ، أني عبدك الفقير ، الخاضع المستجير ، المقيد الأسير ، فهبني رحمتك ، ورأفتك وعطفك يارب ،
أني لا أرجو سوآك ، أرضى عني ، ونجني من غضبك ، يارب ،
أوصلني لبر الآمآن فأكن لك شاكرا وعبدا صالحا
وبإذن الله إلى ممآتي وإنتزآع روحي من جسدي عبدا فالحا في دنيآه وآخرته ، يارب
الإنسآن قد يرى في نفسه قوة وطغيآنا وجبروتا يجعله كبيرا في نظره ، وهو لايعلم أنه بين عشية وضحآها قد يتزلزل كيآنه بلا هوآدة
رسالتي لكم بني البشر
أرجعوا لربكم ونآجوه في الثلث الأخير من الليل ، أن يطهركم من ذنوبكم ومعآصيكم ،
يانـــــــــــــــــآآآآآس
والله أننا بحاجة مآآسة وشديدة للرجوع لبارئنا ، سأمنا حيآتنا الحالية ، أسقمتنا معآصينا حتى أصبحنآ لانفرق بين الحق والبآطل لعظم تشبعنا بهذه السيئآت ، قلوبنا مآآتت ، ومشآعرنا أقتيلت بأيدينا ، طهر أروآحنا أنتزع بقوة من أفعالنا ، لا تأخروا التوبة ، أروآحنا معلقة وليست ملك لنآ ، إنها لخالقنا ، في أي لحظة ستأخذ ، وفي أي وقت سترفع ، إلى بارئ السموآت والأرض ، نريدها طاهرة نظيفة معطرة بذكر الرحمن ، كي تلقآه وهي شآهدة على طهر نا في الدنيأ لنلقى ربنا بوجه حسن ، وبسريرة حسنة ،
أسألك يالله
أن تطهر أروآحنا من كل مايشوبها وكل مايعتريها من السيئآت وأن تصفيها وتنقيها مما أقترفنآه ، يارب،،
لاتنسوني من دعوآآتكم
دمتم بحفظ الرحمن
بقلم
أحمد عسيري