بسم الله الرحمن الرحيم
فضـــيلة الشيـــــخ / صـــآلح المغـــآمـــسي
نافلة من نوافل العبادات الجليلة ..
بها تكفر السيئات مهما عظمت ,
وبها تقضى الحاجات مهما تعثرت ..
وبها يُستجاب الدعاء..
ويزول المرض والداء.. وترفع الدرجات في دارالجزاء..
نافلة لا يلازمها إلا الصالحون ،
فهي دأبهم وشعارهم وهي ملاذهم وشغلهم..
تلك النافلة هي : قيام الليل
قال صلى الله عليه وسلم : " عليكم بقيام الليل ،
فإنَّه تكفير للخطايا والذنوب،
ودأب الصالحين قبلكم ، ومطردة للداء عن الجسد ".
( رواه الترمذي والحاكم ).
من ثمراته :
دعوة تُستجاب .. وذنب يُغفر .. ومسألة تُقضى..
وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن ..
وتحصيل للسكينة .. ونيل الطمأنينة .. واكتساب الحسنات .. ورفعة الدرجات..
والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد !
- فمن منَّا مستغي عن مغفرة الله وفضله ؟!
- من منَّا لا تضطره الحاجة ؟!
فيا ذات الحاجة ها هو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ..
يقترب منا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته ..
وعطفه ومودته ..
وينادينا نداء حنوناً مشفقاً :
هل من مكروب فيفرج عنه ..
فأين نحن من هذا العرض الــسخــي !
قم أيها المكروب.. في ثلث الليل الأخير.. وقل :
لبيك وسعديك ..
أنا يا مولاي المكروب وفرجك دوائي..
وأنا المهموم وكشفك ماأريد..
وأنا الفقير وعطاؤك غنائي..
وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي..
قم .. وأحسن الوضوء.. ثم أقم ركعات خاشعة ..
أظهر فيها لله ذلَّكِ واستكانتكِ له..
وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك..
فلا تدع في سويدائه شوب إصرار..
ولا تبيت فيه سوء نية ..
ثم تضرَّع وابتهل إلى ربكِ , شاكي إليه كربك..
راجي منه الفرج..
وتيقَّن أنكِ موعود بالاستجابة..
فلا تعجل ولا تَدَع الإنابة ..
فإنَّ الله قد وعدك إن دعوته أجابك ،
فقال سبحانه : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ
ثم وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير،
فتمَّ ذلك وعدان ،
والله جلَّ وعلا لا يخلف الميعادأتهزأ بالدعــــاء وتزدريه ,
ولا تدري ما صنع الدعاء ..
سهام الليل لا تخطيء ولكن !
لها أمد وللأمـد انقضاء "
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ }
قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل ،
وقال ابن كثير في تفسيره :
( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع
على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي :
( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها ،
ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود )
- الجميع يعلم فضل قيام الليل "
خاصه بأن الرب سبحانه يقول بأن الوقت هذا
وقت إجابه ..
ينزل سبحانه وتعالى وبحول منه يقبل مناجاة
عبده وتضرعهَ و دُعائه !
الكثير منَّا للأسف الشديد يتهاون فيها مع
أن قدرها كبيرليست بالشيء العسير هيَ ..
فقد تحتاج منا لـ إرادة وعزيمةَ والإستعاذه
من الشيطان الرجيمَ "
قم وصلِّ تهجدك ..
وأطلب ماتشاء
_
أحآديث وسنن وحيآة سلف كلهآ تحث
على القيام ,,
- من الأحآديث ..
حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه ،
فقال عليه الصلاة والسلام :
( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم،
وقربة إلى الله تعالى،
ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ،
ومطردة للداء عن الجسد )
رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر :
( نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل )
[ متفق عليه].
قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبدالله
بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ..
_
ولِـ محمد صلى الله عليه وسلم قيام
قيام النبي صلى الله عليه وسلم "
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " قمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً " نِصْفَهُ
أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً "
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )
[المزمل: 1-4].
وقال سبحانه : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ
عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً )
[الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه .
فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله،
وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ؟
[متفق عليه]
وليس فقط صحابته من اقتدى به
فـالسلف الصالح ايضا ..
قال الحسن البصري : ( لم أجد شيئاً من العبادة
أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً،
فكان هو وامرأته وخادمه
يقسمون الليل ثلاثاً،
يصلي هذا، ثم يوقظ هذا )
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه
حبة على مقلى ،
ثم يقول : اللهم إن جهنم لا تدعني أنام ،
فيقوم إلى مصلاه
-> إذا كان للسلف الصالح ان يقتدوا بسيد البشريه
لأنهم يعلموا بعظم وفضل هذا الأمر
فالقيام حكمه : "سنه مؤكده "
لذا يجب على الجميع عدم التفريط فيها .. _
- في الختام ..
لايسعني إلا أن أذكر بضع توصيات تعينكم بإذن
الله على القيام (:
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى
باطنة ميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور :
الأول : ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب ، فيغلبه النوم ،
ويثقل عليه القيام !
الثاني : ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه .
الثالث : ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين
على القيام .
الرابع : ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم
القيام بالليل .
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور :
الأول : سلامة القلب عن الحقد على المسلمين،
وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني : خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل .
الثالث : أن يعرف فضل قيام الليل .
الرابع " وهو أشرف البواعث ": الحب لله،
وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم
بحرف إلا وهو مناج ربه .
ربي أعنا على القيام فهو بركه وخير وفير ..
ورزق منك سبحانك ..
نصيب بالدنيا ونصيب في الأخره ,
لـِ نتكاتف على القيام وندعوا به ونحث عليه
( خلوة مع الرب سبحانه افضل من كثير يشغلك )
ولـِ الليل ربُّ ينادي ..
هل من دآعي فأستجب له ..