يُحكى أنه كان هناك مجموعه من القنافذ تعاني البرد الشديد
فإقتربت من بعضها و تلاصقت طمعاً في شيء من الدفء
لكن أشواكها المدببه آذتها
فإبتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص
فإحتارت ما بين ألم الشوك و التلاصق و عذاب البرد !!
و وجدوا في النهايه أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس
بحيث يتحقق الدفء و الأمان مع أقل قدر من الألم و وخز الأشواك
فإقتربت و لكنها لم تقترب الإقتراب المؤلم
و إبتعدت و لكنها لم تبتعد الإبتعاد الذي يحطّم أمنها و راحتها
/
/
و هكذا يجب أن نفعل في دنيا الناس
فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور
]يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب و يتفاعل معهم بغير إنضباط
و أنظر تَرى كيف أن رفع الكلفة و الإختلاط العميق مع الناس
يؤذي أكثر مما يُفيد و يزيد من معدل المشاحنات و المشكلات
/
/
إن النبيه من يتعلم الحكمه من القنافذ الحكيمه
فيقترب من الاخرين إقتراب من يطلب الدفء و يعطيه
و يكون في نفس الوقت منتبهاً إلى عدم الإقتراب الشديد
حتى لا ينغرس شوكهم فيه
بلا شك الواحد منا بحاجه إلى أصدقاء حميمين يبثهم أفراحه و أتراحه
و يسعد بقربهم و يفرغ في آذانهم همومه حيناً
و طموحاته و أحلامه حيناً آخر
لا بأس في هذا في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقرّبين
لكن بشكل عام يجب - لكي نعيش في سعاده -
أن نحذر الإقتراب الشديد و الإنخراط غير المدروس مع الآخرين
فهذا قد يعود علينا بآلام و هموم نحن في غنى عنها
//
إحذر أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح يدخلها من شاء
دون أن يؤدّي طقوس الصداقه و يوقّع على شروطها
عِش في الدنيا و بينك و بين سكانها مساحة ثابته
تتيح لك أمان غَدَراتهم و سوء تدبيرهم
و تذكّر دائماً أن الناس قنافذ
فإقترب ولا تقترب