"السلامـ عليكمـ ورحمـة الله وبركاتهـ"
- ما بك يا بني! اشرب الشاي قبل أن يبرد.
- حسنا يا ابي. بسم الله.
- ارتشف حسن كوب الشاي و هو يقلب ناظريه في هذا المنزل الجميل.
تنقلت عيناه على قطع الأثاث وهو يمني نفسه بوضع نهاية جميلة لفصول حياته المليئة بالكبد و التعب، بناء النفس، يالله...... ما أصعبه من بناء.
أتممت حفظ كتاب الله بحمد الله و أتقنته، بدأت بأولى خطوات النجاح، اتبعتها بأخرى، فهاهي رسالة الماجستير توشك على الانتهاء، و أيضا...
- حسن!! ما بك يا بني؟؟ فيم تفكر؟؟
- أفكر في الرد يا أبي، فأنا.....
- لا تقلق يا بني، فأنا متيقن بحول الله بأن الرد سيكون مرضيا، فهذا البيت بيت صلاح و تقوى.
- أتمنى ذلك يا أبي.
- رحم الله أم حسن، كم تمنيت.........( دمعة حزن تصارع عين الرجل الستيني).
- أبي، أرجوك، لا داعي لإثارة الأحزان، فصحتك لا تتحمل،
قالها حسن ولم يمتلك أن سقطت دمعة من عينه، "أمي" رحمك الله يا أمي، ليتك معي اليوم.
- أهلا و سهلا بكم، لكم سعدنا والله بزيارتكم.
- و نحن كذلك يا ابا فواز. ( سادت لحظة صمت كادت تكون أبدا).
- خيرا يا أبا حسن. بعون الله كل الخير. أمثال حسن قليل في زمننا هذا، و لكم تمنيت أن ترتبط برباط المصاهرة، و لكن.........
- و لكن ماذا يا أبا فواز...؟
- و لكن ماذا يا عم؟
-أنت تعلم يا حسن بأنكم.......
- نعم صحيح، عذرا،
لعلي قد نسيت، هيا فلنمض يا أبي،
و لكن تذكر يا عم
{ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }
===============================
يا صاحب الهم... اقترب لترتاح نفسك...
إلى كل من ضاقت نفسه, و استوحش فؤاده,
إلى كل من ضاقت به السبل،
و اعيته الحيل،
إلى كل من تجرع كأس الالم
و ضاق ذرعا بالهم
إلى كل من فارقه الحبيب
و جافاه الصديق
إلى كل من اعتصر الاسى فؤاده
و لم يصل بعد لمراده
الى من فارق النوم عيناه
و الضحكة مبسمه و وجنتاه
الى الذي يتريد الحل و المخرج
و الذي يترقب بائسا مطلع الفرج
إلى كل مبتلى.........
إليك البلسم الشافي،،،
خذ العبرة و جدد اليقين و تصبر يرعاك الله............
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} سورة العنكبوت
اللـهم إجعـلني خيـراً مما يظنونـ .. واغفـر لـيــ مالا يعلمــون