الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"
ومن هذا المنطلق أود ان أشارككم هذا الطرح لهذا الموضوع والذي به نود أن نسمو بأفكارنا إلى وحدة قلوب يحتضنها أسرة واحدة أو وطن واحد وقبل هذا الأمر دين واحد لاشك أن التحسس والذي نلحظه في شبابنا خاصة وعامة من نعايشهم لم يكن موجود في الزمن الماضي .. بل على العكس تماما لم يكن هنالك فرق بين عامة الناس . لاشك أخي الحبيب أن سبب التنافر هو اختلاف الثقافات من سنة الى أخرى فكل جيل له ميوله وأهوائه وتختلف عن من قبله ولو بقليل من السنوات . ولهذا نرى التفاوت بين أبناء المجتمع يرفض الشاب مجالسة الكبار لأنه وكما نعلم سيواجه رصاصات من الانتقادات التي لن ترحم بقاؤه معهم سواءً في لبسه أو قصة شعرة او ........
كذلك التحسس يأتي لتغيير بعض الفئات من ثقافاته بسفره الى منطقة معينه ويرى ان اطباع تلك المنطقة هي ماتناسب الفكر وترضي شخصيته المتحضرة
ومن اسباب التنافر الذي اتكلم عنه مايزرعه بعض الاباء هداهم الله من التفرقة بين ابناء القرية الواحدة بعودة الي التعصب ( لاتمشي مع اولاد فلان .. واحنا ياهل فلان احسن ناس في قريتنا .. والله ما اخس من اهل فلان ..
وهنا أرى أنه من الضروري على كل من نثق فيهم من اهل العلم والخبرة ومن الشباب تحديدا جمع فئات الشباب في المجتمع الواحد ( قرية -حارة) كل على ثقافته ونجمعهم في برامج مشتركة حتى ولو لجلسة عشاء ولامانع من وضع شيء من الترويح لكسر كل الحواجز التي تصنع الفرقة بين ابناء المجتمع الواحد وبه تتصافى النفوس .. لابد ان تتسامى افكارنا اولا بنفس المستوى من التسامي لنسير مجتمعنا الى اعلى درجات الرقي نحن هنا ننبذ الزعل والشحناء وندعو الى صفاء النفوس ولنتذكر قول الشاعر:
دنيا غريبه واكثر الناس ماشين
وكم صاحب والله دفنته بيديه