قصيدة لوعة .. للشاعر عمر أبو ريشة ، رائعة و معبرة .. أترككم معها :
------------------------------------------
خط أختي لم أكن أجهله .. إنأختي دائماً تكتب لي!
حدثتني أمس عن أهلي ، و عن مضض الشوق ، و بعدالمنزل
ما عساها اليوم لي قائلة ؟ أي شيء يا ترى ، لم تقل!!
و فضضت الطرس .. لم أعثر على غير سطر واحد ، مختزل !
و تهجيت بجهد بعضه .. إن أختي كتبت فيعجل
فيه شيء .. عن علي ، مبهم .. ربما بعد قليل ينجلي ..
و توقفت ، و لم أتمم .. و بي رعشات الخائف المبتهل
و تراءى لي علي لابساً من خيوط الفجر أسنى حلل
مرح اللفتة ، مزهو الخطى .. سلس اللهجة ، حلو الخجل ..
تسأل البسمة في مرشفه ، عن مواعيد انسكاب القبل ..
و بنات الحي ، في ملعبه .. راحة تومي ، و طرف يجتلي!
طلعة أستقبل الدنيا بها ، ناعم البال .. بعيد المأمل !
كم أتى يشرح لي أحلامه ، و أمانيه على المستقبل
قال لي في كبرياء إنه يعرف الدرب لعيش أفضل ..
إنه يكره أغلالي التي أوهنت عزمي ، و أدمت أرجلي ..
سوف يعطي في غدقريته ، خبرة العلم ، و جهد العمل
و سيبني بيته في غابة .. تترامى فوق سفح الجبل !
و سأعتز به في غده .. و أراه مثلاً للرجل !!
عدت للطرس الذي ليس به ،غير سطر واحد مختزل
و تجالدت .. لعلي واجد فيه ما يبعد عني وجلي
و إذا أقفل معناه على وهمي الضارع كل السبل
غرقت عيناي في أحرفه .. و تهاوى مزقاً عن أنملي !!
قلب أختي .. لم أكن أجهله ، إن أختي دائماً تحسن لي ..
ما لها تنحرني نحراً على قولها مات ابنها : مات علي !!
-------------------------------------
للشاعر عمر أبوريشة
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــاتي