وجد باحثون بكلية طب جامعة بنسلفانيا الأميركية أن دهن وتدليك العنق والصدر بالزيوت الطيارة فعال في علاج الأطفال
الذي نعانون من السعال الليلي والزكام (انسداد الأنف) وأعراض البرد الأخرى،
ويحسن أيضا نومهم، وفق خدمة يوريكأليرت المقدمة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم.
يقول إيان بول، أستاذ طب الأطفال وعلوم الصحة العامة المشارك، إن عدوى التهابات الجهاز التنفسي العلوي
هي أكثر الأمراض الحادة انتشارا بالعالم،
وتؤدي أعراضها لتعطيل حياة الأطفال، وغالبا ما تعكر نومهم ونوم ذويهم أيضا، كما تؤثر سلبا على أنشطة اليوم اللاحقة.
لذلك فإن الحاجة ماسة لعلاجات آمنة فعالة ومستندة إلى الدليل، بالنسبة للأهل ومقدمي الرعاية الصحية للأطفال.
وكان الدكتور بول وزملاؤه الباحثون بكلية طب جامعة بنسلفانيا قد نظروا مؤخرا في فعالية أدوية برد شائعة بدون وصفة طبية،
تؤخذ بطريق الفم، لعلاج أعراض الجهاز التنفسي العلوي، فوجدوا أن فاعليتها لا تتجاوز العلاج بالإيهام (بلاسيبو).
تقييم القديم
والمعلوم أن الدهن والتدليك بالزيوت الطيارة كالمنثول (زيت النعناع) والكافور والأوكالبتوس (زيت شجرة الكينا)
قد استخدم علاجا منذ قرن أو أكثر، بدون أدلة منشورة ومؤيدة لذلك.
ووفق الباحث، فإن أكاديمية طب الأطفال الأميركية لا تؤيد استخدام علاجات البرد
والسعال المتاحة بطريق الفم (دون وصفة طبية)
للأطفال لافتقاد الأدلة على كفايتها وخوفا من آثارها الجانبية. كذلك، تتطلب مسألة أن يوصي الأطباء باستخدام الدهن الموضعي
بالزيوت الطيارة علاجا لأعراض البرد تقييما جادا.
شارك في الدراسة 138 طفلا تتراوح أعمارهم بين الثانية والحادية عشرة. وقيّمت الأسر أعراض أطفالهم قبل انضمامهم للدراسة بليلة.
وتم توزيع الأطفال عشوائيا على ثلاث مجموعات علاجية.
الأولى استخدمت دهن الزيوت الطيارة “ڤيبورَب ڤيكس”، والثانية جِلي بترولي يشبه الفازلين (بلاسيبو)،
والثالثة لا شيء للضبط والمقارنة.
راحة ونوم
قامت الأسر في المجموعتين الأولى والثانية بتدليك أعناق وصدور أطفالهم بالڤيكس أو الجلي قبل النوم بثلاثين دقيقة.
لدى مقارنة نتائج المجموعات الثلاث، أبلغ الأهل أن دهن ڤيبورَب ڤيكس حقق راحة كبيرة تم قياسها
بعدد مرات وشدة السعال ودرجة الزكام وقدرة الطفل على النوم.
كذلك حقق أهل أطفال هذه المجموعة أفضل تحسن في النوم مقارنة بنظرائهم في المجموعتين الثانية والثالثة.
وأظهرت المقارنة بين مجموعة ڤيبورَب ڤيكس والمجموعة الثالثة تفوقا واضحا للأولى في جميع نتائج الدراسة ما عدا رشح الأنف.
وأظهرت مقارنة مجموعة ڤيبورَب ڤيكس بمجموعة الجلي البترولي (بلاسيبو) تحسنا بنوم أطفال الأولى وإجمالي نتائج الأعراض.
ولم تظهر نتائج استخدام الجلي البترولي أي تحسن ملحوظ مقارنة بنتائج المجموعة الثالثة.
أول برهان
الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لاستخدام ڤيبورَب ڤيكس هو الإحساس بحرقان في الجلد، وقد أبلغ عنها حوالي 28%
من المشاركين الذين تلقوا ذلك العلاج. ولم يبلغ أحد عن أي آثار جانبية لاستخدام الجلي البترولي.
وبحسب الدكتور بول، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن هذه العلاجات القديمة شائعة الاستخدام فعالة في تخفيف وطأة الأعراض،
خاصة أعراض نزلات البرد الليلية، مع فائدة إضافية تتمثل في تحسين نوم الأطفال
المصابين بنزلات البرد ونوم ذويهم.
ويضيف الباحث أن الدهن بالزيوت الطيارة قد استخدم لأجيال متعاقبة في تخفيف أعراض نزلات البرد،
لكن هذه أول الدراسة تظهر بالدليل أن هذا العلاج فعال حقا.
يُشار إلى أن محصلة هذه الدراسة سوف تنشر هذا الشهر (ديسمبر/ كانون الأول 2010)
في دورية Pediatrics أي “طب الأطفال”.
دمتم