من مذكرات سرير عجوز
عندما كان فوقي ذلك العجوز ، كنتُ مركزاً للدموع ، و شهدت الكل يقبل أياديه ليدعو له
و الآن ... بعد أن مات فوقي و حملت زبده ، قرفوا مني ، و أصبحت بنظرهم كئيباً
و رموني كي لا يشمئزوا مني ، بعد أن حملت قرفه ، و كبره ، و شربت عنه أدويته
من مذكرات طاولة زوج مهزوز
يا إلهي كم هذا الرجل شجاع ... كلما صفعته زوجته أو وبخته
يهوي بقبضته الضخمة على وجهي أنا !
من مذكرات قبر
أهلاً بكـَ ، طالما انتظرتكـ ، بقيتَ كلَّ عمركـَ تكرهني و تهاب ساعة نزولي
رحلت في هذه الدنيا و جلت فيها كثيراً ، بأميالها العديدة
نسيت اليوم الذي ستأتي فيه إلى مترين بمتر ، عملت صالحاً و طالحاً
و الآن ... تلملمت أفكاركـَ المشردة ، و تجمعت في هذه الحفرة بلحظة لم تكن تحسبها ، فأهلاً بكـ
من مذكرات باب
سرقوني من أمي الشجرة و صنعوني من خشبها ، و وضعت على غرفة هذا الشاب العاصي
آه كم أعجب منه ، يغلقني و يقفلني بإحكام ،و يسدل ذلك الستار أمامي
يخاف أن يراه أهله و الجيران ، و يباشر في فعل المعاصي ، و حتى هذا اليوم أتساءل :
لم خاف من الجميع أن يروه و نسي من هو أقرب من حبل الوريد ، فترك الله أهون الناظرين إليه
من مذكرات طريق
حاولت جاهداً أن أسليكـَ ، و أساعدكـَ للوصول إلى المكان الذي تريد
حملتكـَ و أنتَ تركض صباحاً ، و أنتَ تمشي مساءً
و الآن ... أودعكـَ أيها الغالي و أحملكـَ للمرة الأخيرة و أنتَ مستلقي !
و أحمل معكـَ ضيوفكـَ الذين يحملوكـ.
من مذكرات شجرة
لمن أشكو ؟ أرجوكـَ إسمعني ، أنتَ يا من جلست تحت ظلي ، و قطفت من تفاحي و أكلت
و تدفأت من خشبي فحرقته ، و صنعت منه كل ما يلزمك لأثاثكـ
الله كفلني و هو يسقيني من المطر كي أعيش ، أرجوكـَ لا تسقيني من بولكـَ كي أموت .
من مذكرات سلاح
صنعت من حديد ، تباً للذي صنعني ، ما جلبت لهذه الدنيا إلا الهم و الغم و الأحزان
ألعن حظي ، صدقوني أنا لست بشرير ، لكن مع كل أسف ...
ساعة خلقت كانت هي بداية الآلام ، أصهروني ، و أعيدوني حديد
من مذكرات جهاز التحكم
يا إلهي لم أعد أحتمل ، سيدي يمسك بي بأياديه الضخمة القاسية المتسخة يوجهني إلى الأخبار
و سيدتي تمسك بي برفقٍ و حنان ، و تذهب بي إلى المطبخ و الأزياء
و أبنائهم شردوني ، فهو يريد الرياضة ، و هي تريد الفنون ،،،
أصبحت متعدد المواهب و الثقافات ، متى سأكون حراً برأيي !
من مذكرات قلم
قرأت عنكـَ كلماتكـَ ، صمدت حتى آخر قطرة حبر ، كلما تعثر عليك الحل تعضني و ترميني بقوة
و متى ما أحببت أن تدرس تراني مستيقظاً و على أتم الاستعداد
ذهبت معكـَ إلى امتحانكـَ ، و بقيت معكـَ حتى انتهيت ...
و ما إن خرجت كسرتني ، لأني أذكرك بأيامِ العذاب
من مذكرات صورة أب
خلقت عندما كان من فيني شاباً ، و اختفيت ...
و الآن أظهر من جديد و على زاويتي رايةً سوداء
يكلمني ابن صاحب الصورة في الخلوة و يقول : آه كم كنتَ تعذبني و تحرمني ، ظلمتني في شبابي
و يكلمني مرةً أخرى عند حضور الضيوف و يقول : رحمكـَ الله يا والدي لولا أنكـَ قسوت عليّ لما أصبحت طبيباً
من مذكرات مظلة
أنتَ غريب ، أراكـَ ملاكاً عندما تمشي معها تحتي و أنا أحميكم من المطر
و أسمع غزلكـَ و كلامكـَ الرائع لها ، و أنتَ تمدح فيني و تستمتع في حملي
فلماذا توبخني و تملُّ من حملي عندما تكون وحدكـَ .
من مذكرات عطر
جعلتكـَ مميزاً ، يمدحكـَ الناس و يدنون منكـَ ، حاربت ضد العرق و رائحة التعب
لتظهر أمام الجميع بأطيب و أعطر صورة ، أتذكر عندما أهدتكـَ إياي حبيبتك
كنت دائماً تضمني إلى صدركـ ، فما ذنبي إن خانتكـَ أو خنتها لتكسرني .
من مذكرات كتاب
أيها الخائن ،،، اشتريتني و أنتَ مفلس
أحببتني و أصبحنا عاشقين ، لم تنم وحدكَ ليلةً ، كنا من أقرب الأصدقاء ،
سهرنا على ضوء الشموع و القمر ، و ضوء الشمس و الفانوس
قلبت صفحاتي برقة و حنان و أخذت كل ما فيهم من فوائد و تجارب و خطط لترتقي
و الآن ... انتهيت و رميتني رمياً على السقيفة ، لم أر الضوء من سنين .
من مذكرات وردة
من أنا ؟ لم أعد أعرف نفسي مع اختلاف تفكيركم
فهذا كلما رآني تذكر يوم زفافه ، و ذاكـَ كلما رآني تذكر الجنازة
و ذاكـَ كلما رآني تذكر حبيبته ، و ذاكـَ كلما رآني تذكر يوم مرضه
فأرجوكم دلوني ... أنا من أشبه ؟ ، و بمَ أذكر ؟
من مذكرات حذاء عسكري
حملتكـَ عاماً كاملاً في ميدان الدمـ ، نمنا على سريرٍ واحد ، و الآن ...
عندما انتصر ، و انتهت خدمة العلم ، رماني في القمامة و قال لي : كلما أركـَ أكتئب
من مذكرات دمعة
كلكم لا تخرجونني إلا عندما يعلو أو ينخفض المعدل فجأة
ففي الأفراح و النجاح ، و في الأحزان و الفشل ، أأتي مع التهنئة و أأتي مع الأسف
لكن ذلكـَ النشيط ، صاحب الهمة و العمل أهلكني و جعلني أجف ، فليس عنده وقتٌ لي .
من مذكرات هاتف
أرجوكم اكسروني ، إلى متى سأبقى منافقاً ...
أسمعها و هي تهجو زوجها ، و أسمعه و هو يهجوها
و عندما أصلهم معاً ، أسمعهم يتغازلون ...!
من مذكرات فنجان قهوة
في كل ساعة أختلف نكهةً و استخداماً ... فمثلاً
قهوة الصباح : ألذ قهوة ، منعشة ، معها أجمل الكلمات ، و أرق المغازلات
قهوة المساء : مرة مهما إحلوت ، مليئة بالمشاجرات ، لا تنعش حتى لو كانت قبل النوم بدقائق
أما القهوة ما بين الفترتين : فهي كالماء ، لا ضرر ولا ضرار ، مع أنها نفس التركيب بكل الأوقات
من مذكرات أبراج
من أين إخترعوني لا أدري ، كل يوم يكتب عن كل برجٍ مئات التوقعات و الآراء
حيث تشمل كل الحالات ، و بذلك من المؤكد أن تصيب إحداهم
و ما يزعجني أنه دائماً صاحب الحالة التي أصابت ، يقال عنه عالم فلكـ .
من مذكرات علاج فاشل
أنا من عجائب الدنيا ، لا أفيد بأي شكل من الأشكال
عجزوا عن الوصول لأي أثر كيميائي ، أو حتى نفسي أو أي فائدة لي
و مع ذلكـَ كل من شربني مدح بي ، و شفي ، و نصح من حوله بي
صدق من قال : من اعتقد بحجرٍ نفعه
من مذكرات مال
لماذا تحسدون من يملكني ، و أنتم تعلمون أن من أملكه إياني هو الله
تطلبوني منه و هو فقير ، لا تحسدوه فهو في مصيبة
لا يعرف كيف يصرفني ، كسدني طوال حياته ، و قاربت منيته ، فعلاً إنه في ورطة
مع أنه حكيمـ ... خبأني ليومٍ لا ينفعه إلا رحمة الله و أنا .
من مذكرات ساعة
ألم أساعدكـَ عزيزي ، ألم أنظم لكـَ جدولكـَ اليومي
تنظر إليّ كل يومـ أكثر ما تنظر إلى نفسكـ بالمرآة ، لكل ذلكـَ و أكثر
أرجوكـَ رفقاً بي عندما أوقظك عند الصباح
من مذكرات الحكمة
لقد هرمت ، و لم تعرفوني جيداً ، سأعرفكم عن نفسي فاسمعوني
أنا التي لا أدعكم تخطون خطوتكم الثانية قبل الأولى
أنا التي جعلتكم تدركون أنكم تملكون طاقات لها حدود ، و هناك أمور لا تستطيعون فعلها
أنا ثمرة التجارب ، و عصارة التأمل ، و خلاصة المطالعات
من مذكرات المسامحة
أعجب منكـَ يا صاحبي ، أنتَ قويٌ و شهمٌ ، فامتلكتني و أنا غالية ، و عفوت
و لكن ... لماذا بعدما فعلت كل ذلكـ ، لا تريد أن ينسى ذلك الشخص الذي سامحته أنكـَ سامحته
من مذكرات الوحدة
سامحك الله يا فلان ، صدقني أنا خيرٌ من جليس السوء ، فلماذا ذهبت إليه و تركتني
فهنا كنتَ على الأقل تتفكر ، و بانعزالك تتعبد
من الآن ... لا تفارقني إلا إن كنت ستذهب إلى جليسٍ صالح .
من مذكرات تجربة
طوال عمري أكون سبباً في النجاح ، فأنا دائماً الفشل الأول
يخطئون ليتعلمون و أسيطر عليهم جميعاً و لكن ما أدهشني
هو ذلكـَ الذكي ، تعلم من تجارب أقربائه ، و أصدقائه ، و من وقع في فخي قبله
و حتى اليوم لم يذق طعمي ولا حتى طعم الفشل ، فلا يخطو خطوةً حتى يكشف الطريق
من مذكرات صوت
أعجب من نفسي ، فبكل الأوقات موجودٌ
في الأفراح أزغرد ، في الأتراح أبكي ، في النجاح أهنئ ، في الرسوب أشجع
في الملاعب أعلو ، في المجالس أنخفض ، سبحانكـ ربي أرحتني بالنوم
من مذكرات نصيحة
من ميزاتي الطيبة و الحنان و حب الخير
لكني اليوم و لأول مرة في حياتي سأكون لئيمة ، أشمت فيك
أبيت عني متكبراً عندما كنتُ أقدم لكـَ نفسي بدون ثمن
و اليوم تدفع كل ما تملكـَ متذللاً لشرائي .
من مذكرات نشاط
يا صاحبي العجوز الهرم ، احترامي و تقديري لكـَ
ربما أنكـَ لم تعرف قيمتي من قبل ، فهذه الأعوام الثمانين الماضية بسببي
أنجزت ما يجب أن تنجزه بألف عام ، فأرجوكـَ أنا صماء و أنتَ لكـَ لسان
انصح الأجيال بي .
من مذكرات سكين
قشّرت لكـَ الفاكهة و ساعدتكـَ لصنع أشهى الطعام
لماذا جعلتني أداة قمعٍ و رمزاً للتهديد
فأنا لم أخلق لذلكـَ ، دعني فأنا أكرهكـ ، أو أتقن استخدامي لأحبكـ .
من مذكرات سبورة
خدمتكـ سنة كاملة ، علمتني شتى المواد
و سهرت أدعو لكـَ ، و كل يومٍ أنتظرك , و إن غبت قلقت عليكـ
و حتى اليوم لم أراكـَ منذ سنتين لا أنتَ ولا أصدقاؤك ... على الأقل
زوروني كل سنة مرة
من مذكرات حقيبة سفر
ولدت هنا ، و عشت هنا ، في هذا المنزل ، و بين أفرد هذه الأسرة الرائعة
رافقتكم في شهر العسل ، و رافقتكم في نزهاتكم ، و رافقتكم في رحلاتكم
أرجوكم لا تملؤني الآن بسرعة و غضب ، و تجعلوني ذكرى الفراق
من مذكرات ملعقة
نعم أنا هي التي تأكلون بها ، أريد أن أعلمكم شيئاً قبل أن ينتهي عمري و أموت
أو بالأحرى سأقص عليكم حياتي ، عمري الآن عشرون عاماً ، كنت أعمل في مطبخ السجن
سرقني أحد المساجين منذ عشرون عاماً ، و كان حكمه مؤبد
استعملني أداة حفر على مدار الأعوام العشرين و فتح بي الجدار الصلب ، و هرب
لا أعلمكم الهرب ولا خيانة الوطن ، بل أريد أن أعلمكم الصبر و الإصرار
من مذكرات ذكاء
نعم أنا من يمدح من يملكني ، نعم صاحبي هو الذي يقال عنه ناجح في الحياة
أقولها و بكل أسف أكثركم أساء استخدامي ، أنا لم أخلق لجلب المال ، و لا للسيطرة على العالم
أنا خلقت لتخترعون بي ما يفيدكم ، و يطوركم ، ما يرقيكم ، و يميزكم
و ينقلكم من حياة العصر الحجري ، إلى عصور أرقى مما نحن فيه
لا ، لم أخلق لإختراع أسلحة دمار شامل ، و خطط الحرب ،
و دهاء الفرد ليكتمني بنفسه ، في الوقت الذي يعلم فيه أن غيره لا يملكني
من مذكرات غباء
نعم أنا من تهجون من يملكني ، نعم أنا من تبتعدون عنه أميال و كأن فيه جرب
لا ألومكم ، لأنه هو من أعطاني القدرة لأسيطر على نفسه ، هو الكسول البليد
هو الذي نام ليلاً و نهاراً ، هو الذي انخدع بالملذات و تبع النفس ، و ابتعد عن العلم
هو من اختارني ، لست أنا من تطفلت عليه ، أنا أحب الوحدة ولا أريد أن يملكني أحد
لبوا لي رغباتي ، و دعوني وحيدة ، فأنا آفة على المجتمع ، تجنبوني أرجوكم
من مذكرات الريف
أنا الريف البعيد ، أنا من تلومون من يسكنني ، و تقولوا عنه متخلف
أنا المظلوم البعيد عن المدينة و التطور ، أنا الذي أعيش بالتراب ، بين الأغنام و الأبقار
لا أنكر أني متخلف بعيد عن كل التطورات
لكن صدقوني لولاي لما أكلتم الفاكهة و الثمار ، و لما شربتم الحليب و تمتعتم بالخضار
أحبوني و لا تجعلوني غريبٌ عنكم ، أحبوني فطوال عمري أخدمكم
من مذكرات المدينة
أنا المتطورة ، أنا المتقدمة ، أنا المغرورة التي يتباهى بي من يسكنني و يغيظ البعيدين
نعم أنا ،،، حملتكم كثيراً و تطورت معكم و بكم لكن هذا لن يدوم على ما أظن
اختنقت منكم و من سياراتكم و من تلوثكم و من شتائمكم و من عيوبكم التي لا يسكت عنها
أخشى أن ينزل الله بي و بكم الهلاك ، ليس التطور كما تفهمون ، اتقوا الله
من مذكرات النار
أنا التي خشيتموني ، أنا التي تضيقون ذرعاً كلما تسمعون باسمي
أنا التي أخرج الدخان ، أنا التي أشعل السجائر و الحدائق و بسببي تحدث الحرائق
خلقت في الدنيا لسببٍ رئيسي ، عدى استخداماتي التي ابتكرتموها
جربوا لمسي ، و تذكروا أن من يعصي الله سيحترق بنار جهنم
و اعلموا ، أني أنا نار الدنيا مطفأة سبعون مرة حتى ظهر لوني ، فتلك النار سوداء تصهر الجبال بلحظة
أنا هنا لذلكـَ ، لا أكثر ... فتجنبوا ذلكـَ اليوم ، و قولوا عقب كل صلاة ، اللهم قني من النار