ظل اختفاء "الفيلق التاسع" المكون من 5 آلاف من أقوى الجنود الرومان، في بريطانيا، عام 108 ميلادية، لغزاً يحير المؤرخين لعدة قرون، حتى تمكنوا من حل اللغز أخيراً، وبعد نحو 1900 عام، عندما تم اكتشاف مقبرة سجل عليها اسم قائد الفيلق في شمال بريطانيا.
وقالت صحيفة "ديلي ميل": إن الفيلق التاسع ساعد في القضاء على التمرد الذي قادته الملكة "بوديكا" حاكمة قبائل "إكيني" في "أنكليا الشرقية" ببريطانيا، عقب وفاة زوجها "براسوتاغوس" أيام الإمبراطور الروماني نيرون، كما ساعد الفيلق التاسع في دحر القبائل "الكلدانية" في معركة "مون جرابيوس" باسكتلندا عام 83 بعد الميلاد.
لكن التاريخ توقف عند هذا الحد، فلم تذكر السجلات مصير هذا الفيلق الأسطوري الذي ضم أقوى جنود الإمبراطورية الرومانية.
وظل المؤرخون يتساءلون عن مصير الآلاف من أقوى جنود المشاة، وكيف اختفوا هكذا دون أثر، وكانت النظرية الشائعة التي تفسر هذا الاختفاء، هي أن هذا الفيلق تم تفكيكه، وتوزيع جنوده على وحدات أخرى من الجيوش الرومانية، في شرق الإمبراطورية.
وتضيف الصحيفة: إن مجموعة من الخبراء والمؤرخين، اكتشفوا أخيراً سر اختفاء "الفيلق التاسع"، الذي هزم أمام جيش من "البرابرة " في معركة اعتبرت كارثة عسكرية، جلبت العار على الإمبراطورية الرومانية، ما دعا مؤرخيها إلى الصمت عن مصير هذا الفيلق، في مؤامرة تاريخية.
وتقول الصحيفة: إن الدليل على هذا المصير المأساوي للفيلق التاسع، ظهر إلى النور عندما اكتشف المؤرخ ومخرج الأفلام الوثائقية "فيل هيرست" مقبرة سجل عليها اسم قائد الفيلق، يقول هيرست: "كان المؤرخون يعتقدون أن معركة "مون جرابيوس" باسكتلندا عام 83 بعد الميلاد، أنهت تهديد القبائل للإمبراطورية الرومانية، لكن العثور على مقبرة قائد الفيلق التاسع، في أطلال قلعة "نورث أمبريان" ببلدة " فيندو لاندا" شمال إنجلترا على الحدود الاسكتلندية، كشف عن هزيمة الفيلق في بريطانيا، وأن تهديد قبائل الشمال استمر نحو 20 عاماً، بعد هذه المعركة.
وفي مقابلة مع "القناة 4" البريطانية، يفسر المؤرخ نيل فوكنر، ما حدث مع الفيلق التاسع فيقول: "من المحتمل أن القبائل المتمردة على الإمبراطورية الرومانية، كونت تحالفاً فيما بينها، ولهذا وجد الرومان في النهاية أنهم يواجهون كل قبائل شمال بريطانيا مجتمعة".
واعتبر المؤرخون أن رد فعل الإمبراطورية الرومانية يؤكد هذه النظرية، يقول هيرست: "إن فقد الفيلق التاسع، جعل الإمبراطور هادريان يبني ثلاثة أسوار عبر إنجلترا لصد الغارات العسكرية من القبائل القديمة، التي كانت تسكن أرض اسكتلندا في الشمال".
وقالت الصحيفة: الآن يعد المؤرخ ومخرج الأفلام الوثائقي فيل هيرست، فيلماً وثائقياً عن الفيلق التاسع يرصد مصيره، بعد هذا الاكتشاف، كما تبدأ صالات السينما الأسبوع المقبل عرض الفيلم الأميركي (النسر ـ The Eagle) وهو دراما المغامرات التاريخية، وتقع أحداثه في العام 140 ميلادي، من خلال الجندي الروماني ماركوس إكويلا (تاتوم) الذي يسعى لاستعادة سمعة والده قائد الفيلق التاسع في روما، والذي اختفى في جبال اسكتلندا في وقت سابق من 20 عاماً، حيث تستند القصة إلى أسطورة "هيسبانا التاسع" التي تزعم اختفاءه في بريطانيا عام 117 ميلادية.