( ربنا أفرغ علينا صبراً )
لو استشعرنا كلمة افرغ،... املأنا صبراً يارب.. واجعل الصبر يغشانا، ان
المحن والابتلاءات التي تصيبنا كثيرة(من غدر وحقد وقتل وسلب امتلأت القوى
البشرية بجنون العظمة وجنون الافتراء على الناس كذباً، وكأن لسان الحق لا
يستطيع النطق من القوة الغالبة المسيطرة.. فعليك اخي المسلم.. وانت
مطالب بان يكون لديك طاقة ذاتية للصبر حتى وان لم يعينك احد.. طاقة ذاتية
تجعلك تفعل اي شيء من اجل اسمى هدف وهو الجنة.. فهذا كافٍ ليعينك على
الصبر.. واذا اردت ايضاً العون على الصبر.. اعلم ان الدنيا قصيرة، أولها
بكاء، واوسطها عناء واخرها فناء، فان كانت غايتنا السامية هي الجنة.. فان
وسيلتنا السامية هي الصبر وان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (مالي وللدنيا
وما انا في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها).
كان سيدنا علي رضي الله عنه يقول (يا دنيا غري غيري فقد طلقتك ثلاثاً..آه ..آه من قلة الزاد وبعد الطريق)..
واليك الامور التي تعينك على الصبر:
1. قصر الدنيا.
2. معرفتك انك لله وانك راجعة اليه واجعل هذا المعنى في ذهنك دائماً.
3. اعلم ان ليس هناك ثواب للصبر الا الجنة.
4. ان يكون يقينك بالفرج يقيناً كبيراً.
ودائماً نحفظ ولا ننسى قوله عز وجل ((إن مع العسر يسراً)) لان العسر لا يأتي وحده ابداً انه ملاصق للعسر ..
واعلم ان اليقين في الفرج يهون عليك المصيبة..
انظري الى سيدنا يعقوب عليه السلام حينما فقد ابنه الثاني: قال: ((فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعاً)).
يقول ابن عطاء الاسكندري: من ظن بُعد لطف الله عنه قدره ما عرف الله حق
المعرفة اي انه من ظن ان لطف الله بعيد قليلاً عن المصيبة لم يعرف الله.
قال تعالى (ان ربي لطيف لما يشاء)).
ويعينك على الصبر هذه الكلمة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (ما اصابتني مصيبة الا هانت عليّ اربعة اشياء...
الاولى: انها لم تكن اكبر منها..(سبحان الله.. حقاً لقد كان من الممكن ان تكون اشد).
الثانية: انها لم تكن في ديني (نعم فكل مصيبة ليست في الدين تهون).
الثالثة: ان الله يعوضني عنها الجنة (وياله من ثمن).
الرابعة: اني تذكرت مصيبتي في فقد النبي صلى الله عليه وسلم.
عليك ان تحفظ وتذكر نفسك دائماً وعندها ما من مصيبة الا وستهون عليك
وهنيئاً لك قال تعالى (وبشر الصابرين)).