حوار بيني وبين أمي
أمي تسائلني تبكي من الغضب ما بال أمتنا مقطوعة السببِ؟!
ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها وعرّضت وجهها القمحيّ للّهبِ؟!
ما بال أمتنا ألقت عباءتها وأصبحت لعبة من أهون اللّعَبِ؟!
ما بال أمتنا تجري بلا هدف وترتمي في يدي باغ ومغتصبِ؟!
ما بال أمتنا صارت معلّقةً على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟!
ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها ولم تُراع حقوق الدين والنّسَبِ؟!
أمي تسائلني والحزن يُلجمني بني مالك لم تنطق ولم تُجبِ؟!
ألست أنت الذي تشدوا بأمتنا وتدّعي أنها مشدودة الطُّنبِ؟!
وتدعي أنها تسمو بهمتها وتدعي أنها مرفوعة الرتبِ؟!
بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟!
أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي
إني حملت هموماً، لا يصورها شعر، وتعجز عنها أبلغ الخطب ِ
ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة لمن يعي، وبيان غير مقتضبِ
تحدّث الجرحُ يا أماه فاستمعي إليه واعتصمي بالله واحتسبي