تساؤلات موادع
وداعاً أيها الراحل من أعمارنا ..! تُرى ما ذا أخذت معك من سيرة محدثك وما ذا تركت ؟ كم يا ترى له في ذاكرتك من أحداث وآثار ؟! أما إني نسيت كل شيء في حياتي وها أنت ترحل بها كلها وأدرك أن لها لقاء وسؤال وحساب ..! يا أيها الراحل كم من نية لمحدثك تاهت عن طريقها الصحيح؟ كم في سجلاتك من عين خائنة ، وكلمة سائبة ، ووقت ضائع دون هدف؟! مالك تنظر لي شزراً ؟! أرجو ألا تكون أحمالاً أثقلت كاهلك وأوزاراً أبطأت بسيرك تهب محدثك منها عذاباً عاجلاً بهذه النظرات ..! ومضى مسرعاً غير آبه بكل هذه التساؤلات وكنت أود أن أقول له إنما أنت وعاء وأنا باختيار ي ملأتك بالحسنات والسيئات ..! وبقيت أرقب رحيله حتى توارى عن العين وبقي حالماً في الذكريات ، وما أن أفقت من تلك الغفلة وذلك الذهول والأسف على الرحيل إلا وضارب على كتفي مالك وللأسف ؟! دونك أنا عام ( 1433) هـ إن كنت صادقاً في أسفك وجاداً في تغيير رحلتك وعازماً على تصحيح سيرك وتجديد حياتك فأنا صاحبك .. دعك من بكاء الماضي وأحزان الرحيل فأنا هنا كصاحبك الراحل تماماً وأرجو ألا تكرر في حياتك عالم الأحزان .. !
قم ..! فزمنك محسوب باللحظات ، وعمرك يطوى بمرور الأيام ، وما تدري تشهد رحيل زمنك أو يكفّن أيامك ويطوي صحفك ..!