اجعل إجازتك ممتعة
اجعل إجازتك ممتعة
الإجازة فرصة للاستمتاع ، ودعوة لتحقيق الراحة والطمأنينة التي ينشدها الإنسان في حياته ، لكن هل كل إجازة تضفي هذه المعاني في حياة إنسان ؟! كلا ! الإجازة التي تمنح الإنسان ما يريد هي الإجازة التي يخرج فيها الإنسان من مشكلاته وهمومه ، ويقرر أن يعيش لحظته التي يعيشها دون أدنى مؤثرات . رأيت كثيرين يخرجون من أماكنهم يبحثون عن الراحة التي تمنحهم الإجازة لكنهم في ذات الوقت يخرجون بكل همومهم ومشكلاتهم وأزماتهم ولم يتغيّر عليهم شيء سوى المكان ومثل هؤلاء لا يستفيدوا من الإجازة بالقدر الذي يريده من يبحث عن الاستمتاع . نحتاج في أحيان كثيرة أن نقرر أن لا تخرج أجسادنا من البيئة التي نعيش فيها بل تخرج أفكارنا أولاً وتأخذ فسحتها الكافية من الإجازة ، وقد نحتاج أن نقرر ترك الجوال بالكلية وحجب وسائل الاتصال ولو لفترة معينة فلعلنا نعيد بعض معاني الهدوء الغائبة من حياتنا من زمن طويل .. يحدثني أحد الزملاء أن صديقاً له خرج في الإجازة إلى دولة خارجية ، وخرج بجواله وشريحته المعتادة فما أن وصل للبلد ودخل الفندق واستلقى على السرير إلا والجوال يرن قريب له يخبره عن وفاة بعض أبناء مجتمعه وعاد وهو في حرج شديد إن لم يعد فقد يتحدث من اتصل أنه بلغه ولم يأت ، وإن عاد كلفه ذلك رحلة عودة بكل مشاقها ولم يجد بداً من الرأي الآخر فرتّب للعودة وعاد . إن الإجازة تظل ممتعة حين نخطط لها ونقرر أولاً أن تخرج عقولنا من أسر المشكلات التي تواجهها في واقعها العملي والاجتماعي وتخرج وهي تبحث عن كل ما يسعدها ويعيد ترتيب حياتها وتجد بعد ذلك استقرارها وهدوءها التي سافرت من أجله ، أما من يخرج من بيته بذات المشكلات التي يعانيها وتظل تصحبه في كل أرض فلن يجد المتعة التي يبحث عنها ، ولن يصل إلى مقصوده ، وسيعود مرهق التفكير متعب الجسد ولن يجد ما ذهب يبحث عنه بالكلية .