إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها
--------------------------------------------------------------------------------
إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها
هل يؤذيك حر الصيف ؟؟
ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أنه قال : { اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب آكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ..******
إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها ؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها
والسلف الصالح رحمهم الله كانت قلوبهم حية .. فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة .. ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه، ويقولون لأهل الجنة:
( أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ )
ومن ذلك أيضاً، أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى:
( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم .. وما أعظم اعتبارهم!!
ورأى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل ، وتوقوا الغبار ، فبكى ، ثم أنشد :
من كان حين تصيب الشمس جبهته
أو الغبار، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظلّ كي تبقي بشاشتــه
فسوف يسكن يوماً راغمـــــــــاً
جدثا في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة
يطيل تحت الثرى في غمّها الليثا
تجهّزي بجهاز تبلغين بــــــه
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
إن الناس تهرب في الإجازة الصيفية من الحر الشديد إلى الشواطئ ، وهذا لا محذور فيه ـ إذا كان ذلك السفر مضبوطاً بضوابط الشرع ـ إلا أن الملاحظ أن الناس هداهم الله ـ يظنون أنهم على الشواطئ و فى الأجازات قد خرجوا عن مراقبة الله و أن كل شئ مباح !!! .. فتراهم يقتحمون النار بأفعالهم ، نظر محرّم.. سماع محرّم.. مراقص، مشروبات محرّمة.. فواحش ـ والعياذ بالله ـ
فإلى أولئك الفارين من الحر، والواقعين في أسباب غضب الله جل فى علاه يقال لهم: إلى أين تفرون؟ ومن أي شيء تهربون؟
تهربون من نفس جهنم إلى جهنم نفسها !!!؟؟؟؟
اللهم اجرنا من الناار
اللهم اجرنا من الناار
اللهم اجرنا من الناار