ميدو ..وتيتو .. وحمودي ..
--------------------------------------------------------------------------------
في عصر الأزرار ومساحيق التجميل ومنافسة الفتيات في
ميدان الجمال ! لم تسلم حتى أسماء الرجال من التمييع و
التذويب ... فبعد أن كان منا صخر وعوسجة أصبح منا
عبودي وحمودي !
وبعد أن كان منا من يلقب بقاتل الملوك .. والبطل وعاري
الصدر .. أصبح منا من يتلطف إليه بعزوز وتروك !!
فياللألقاب والكنى الرخوة التي يراها شبابنا وأخواتنا شيئاً من
التقدم والرقي أو الرومانسية التي يوظفون مصطلحها في
غير موضعه ..
وأجد أن أكثر من يربي الصبية على هذه الأسماء الطرية هم
الأمهات والأخوات .. فينشأ هذا الصبي رخواً راكناً لحياة
(الدلع ) كما يقال .. حتى أنه قد يفاخر به وهو كبيراً ..
كانت أم الزبير رضي الله عنها تترك صبيها الصغير "الزبير"
وحده في البرية .. وتعوده على ذلك وكان يلومها الكثير ..
فقالت : أريده أن يصبح فارساً .. فكان بالفعل فارس الفرسان
وقائد من القادات في المعارك ..
ورأى عمر ابن الخطاب يوماً في السوق شاباً يتكسر في
مشيته ..فضربه عمر كي يعلمه الخشونة ..
قلت : رحمك الله يا عمر ..كيف لو رأيت عدد من يتكسر اليوم
في مشيته واستعاض بطيحني وبابا سامحلي عن الثوب
واللباس الرجولي لأتعبتَ درتك بكثرة الضرب ؟!
وكان يقول رضي الله عنه : اخشوشنو ودعو لباس الفرنجة ..
بعضهم من ميعوا اسمه وأخشنوا لباسه فهذا جانب من
التقصير ، وبعضهم أخشنوا اسمه وميعوا لباسه وهذا جانب
من التقصير ، وبعضهم من ميعوا اسمه ولباسه فهو شر
الإثنين ..
فمسؤولية اختيار الألقاب المناسبة للأبناء .. وتعويدهم حياة
الخشونة والصلف المعتدلة .. وإبعادهم عن حياة النعومة
والطراوة المفرطة ملقاة على عاتق الآباء والأمهات ..
فلنعد بنا إلى مدرسة التربية الإسلامية الأولى ونعد أجيالاً
تهابها الأعداء وتخلص أقصانا من رجس الكافرين ..