لماذا يكرهون الهلال ؟!
في الرياض .. في جدة .. في الدمام .. وأخيرا وليس آخرا .. في مكة .. الهلال يتوج بطلا .. ويتوشح الذهب .. لاجديد .. فالهلال يكرر التاريخ .. ويغير الجغرافيا .. ولا أخفيكم أن كتابة مقال عن هذا الأمر بات أمرا يوقع صاحبه في التكرار .. ويصيب القارئ بالملل .. أقصد القارئ الهلالي .. فما بالكم بغيره .. ربما يصاب بأكثر من الملل .. ولذلك لم يكن غريبا أن يقف نصف الشعب الجمعة الماضية مع فريقه الهلال .. وأن يقف النصف الآخر ضده مؤملا النفس بمعجزة وحداوية توقف هذا الاكتساح الأزرق !!
(لو لم أكن هلاليا .. لتمنيت أن أكون هلاليا) .. عبارة رددها نصف الشعب بالصوت العالي .. فيما ردد النصف الآخر نصفها الأخير وإن في قرارة أنفسهم !! ورغم أنهم يتمنون في دواخلهم أن لو كان اختيارهم في الصغر مختلفا (وربما أعلن البعض) .. إلا أنهم يشعرون في الوقت ذاته بكراهية لهذا الفريق الذي لايكل ولا يمل .. ولا يستكين !! ولذلك فليسمح لي الهلاليون بتغيير العبارة السابقة لتصبح ( لم لو أكن هلاليا .. لكرهت الهلال ) !!
هذه هي الحقيقة التي يجب ألا تغضب الهلاليين بل تزيدهم زهوا بفريقهم .. فالهلال بقدر مايزيد بانتصاراته وبطولاته من مساحة الحب في نفوس عشاقه وكل محبي الجمال والإبداع .. بقدر مايزيد من (امتعاض) الآخرين له .. وأقصد هنا ضحاياه الذين يتنوعون ويختلفون .. ولو استقطعنا من الزمن 7 سنوات فاتت .. لوجدنا أن الهلال حرم جماهير 6 أندية من فرحة ملامسة فرقها الذهب في مباراة نهائية .. القادسية .. الاتفاق .. الأهلي .. الاتحاد .. الشباب .. الوحدة .. إضافة إلى جماهير فريق النصر الذي أخرجه الهلال في السنوات الأربع الماضية من كل البطولات حتى قبل أن يصل النهائي .. فكيف لايكرهون الهلال ؟! ولماذا يغضب الهلاليون من عدم تعاطف الآخرين معهم ؟!! وهل يستحق فريق يفعل مايفعله الهلال تعاطف الآخرين ؟!
اتحاد الآخرين ضد الهلال على كل الأصعدة .. لايجب أن يغضب الهلاليين .. فالطبيعة البشرية لاتحب القوي .. وتتعاطف مع الطرف الأضعف .. لذا يجب على عشاق الهلال أن يتأقلموا مع هذا الواقع .. وأن يدعو الله ألا يأتي ذلك الوقت الذي يقف فيه الآخرون مع الهلال تعاطفا وشفقة مثلما يحدث حاليا لبعض الفرق التي لم تعد تملك سوى اللعب على وتر العاطفة والبكائيات .. ومحاولة تكثيف التواجد الإعلامي بمناسبة وبدون مناسبة .. ولعب دور الطرف (المظلوم) .. وإقحام فريقهم في كل شاردة وواردة .. والحضور بقوة في الفضائيات .. و(البيانات) .. وعلى صفحات الجرائد والمجلات .. وكل نافذة إعلامية ممكنة ابتداء بالشاشات .. مرورا بالإذاعات .. وانتهاء بـغرف (البالتوك) !!
ورغم أن شريحة كبيرة من الهلاليين باتت مؤمنة بهذا الأمر ومتأقلمة معه .. إلا أن مايزعج الهلاليين .. لم يعد مجرد رأي مجحف في برنامج فضائي أو مقال صحفي .. أو ظلم فاضح يمارسه معد أو مخرج .. ولا هضم حق يتفنن به مذيع أو معلق .. ولكن الذي يزعجهم إن على الصعيد الرسمي أو الجماهيري مابات البعض يمارسه من نقل المواجهة إلى خارج الملعب .. بعد أن أعجزهم الهلال داخله .. فراحوا يبحثون ويفتشون ويفترون ويكذبون ويستفتون .. يتصيدون الخطأ الصغير ليحولوه إلى قضية .. وإن لم يجدوا افتروا .. وإن كان الهلال قد دفع ثمن بعض هذه المحاولات في السنوات الماضية .. في إبعاد مدرب أو تشويش على لاعب واستصدار عقوبات على آخر .. إلا أنه ظل وسيظل شامخا .. لأن كرة القدم في النهاية .. كرة قدم .. وملعب !!
ولو كانت الهرطقات التي تحدث خارج المستطيل الأخضر تسقط أحدا وتصنع البطولة لآخر .. لما كان الهلال هو الزعيم .. ولما عاش آخرون (الفقر) والحرمان وهم يمتلكون كل عدة وعتاد الحروب .. خارج الملعب !!