وقفه
مع سورة العصر
هذه السورة القصيرة والتي
لا يتجاوز عدد آيـاتها الثلاث آيـات إلا إنها
من أعظم الآيـات .
قـال عنها الإمـام الشـافعي :
((
لو لم ينزل من الآيـات سواهـا لكفت النـاس ))
في هذه السورة
أقسم الله بالعصـر وهو الدهـر .. ولله أن يقسم بما شاء
من مخلوقاته وليس لخلقه أن يقسموا إلا بالله سبحانه,
أقسم الله أن ابن آدم في خسر ,, أي هلاك ودمار ...إلا ,,,
هنا استثنى المولى تعالى ,,, من اتصف بأربع صفات قال سبحانه:
( إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
فقد حـددت هذه الآيـات من الخاسر ومن الفائز:
فإن كل الناس في خسران إلا من أتصف بصفات أربع
وهي :
(1)- الإيمـان الصـادق بالله سبحانه بالقلب والجوارح ,
(2)- العمـل الصالح من جميع أعمال الخير التي حث الله على فعلها.
(3)- التواصي بالحق من كل مـا أمـر الله به والنهي عن ما نهى الله عنه.
(4)- التواصي بالصبر في جميع أنواعه على طاعـة الله, وعن معصيته,
وعلى أقـداره المؤلمـة,,
يقول الشيخ عائض القرني في شرح هذه الآية (3):
(( أوصى المؤمنون بعضهم بعضاً بالحق الذي جاءت به
الرسالة وهو العمل بطاعة الله..
وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على المأمور
وترك المحذور والرضا بالمقدور,
فالإيمـان اعتقاد والعمل الصالح زاد والحق مراد والصبر عتاد ,
فمن جمعها فهو خير العباد , في الدنيا ويوم المعاد...))