الهلال

كالديرون .. يظهر بوجهه الحسن مع الهلال

جريء في قراراته .. مثير في تصريحاته .. وغير مستعد للتنازل عن قناعاته


--------------------------------------------------------------------------------




حين يرتبط الجانب العملي بالنظري ذلك هو العنوان الأبرز لابن راوسون والملقب في الأرجنتين بالداهية «جابريل كالديرون» نجم المنتخب الأرجنتيني السابق والذي مثل منتخب بلاده في كأسي العالم 1982-1990, المحاضر الفني في الاتحاد الدولي والمدرب الحالي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال متصدر دوري زين السعودي للمحترفين والمتأهل لنهائي كأس ولي العهد , والقريب من التأهل لدور الـ 16 في دوري أبطال آسيا .سنستعرض في هذه المساحة مسيرة كالديرون بلغة الأرقام «الرياضية» وسنحاول تقديم كافة التفاصيل حوله .

خسارة وحيدة
تعاقدت إدارة نادي الهلال مع المدرب الأرجنتيني عوضا عن البلجيكي ايريك جيرتس الذي فسخ عقده بعد خروج الفريق من دوري أبطال آسيا في نسخته السابقة بعد الخسارة من ذوب آهان الإيراني ذهابا وإيابا (0-1) , وجاء تعاقد الهلال مع الأرجنتيني بتوصية من مدير عام الفريق سامي الجابر والذي يبدو أنه يعرف قدراته جيدا من خلال إشرافه على تدريب المنتخب السعودي عام ,2005, وحينها كان الجابر قائدا للمنتخب, ونافس كالديرون في قيادة دفة الهلال الأيرلندي مارتن اونيل, إلا أن القيمة المالية كانت هي الفيصل مما جعل البوصلة تتجه لكالديرون الذي أشرف على الفريق الهلالي في أول مهمة له أمام نجران وفاز حينها (3-0) , ونجح كالديرون بعد ذلك في قيادة الهلال من انتصار إلى انتصار وصعد به لصدارة الدوري بعد أن كسب معه جميع لقاءاته المؤجلة وحصد الداهية مع الهلال (13) انتصارا موزعة بين ثلاث بطولات «دوري زين للمحترفين - كأس ولي العهد - دوري أبطال آسيا « وتعادل في «4» كانت كلها في مسابقة دوري زين ، وخسارة وحيدة كانت في المسابقة الآسيوية أمام سبهان الإيراني (1-2) ,وبات الفريق بحاجة لـ 4 نقاط من لقاءاته الأربعة المتبقية للفريق ليتوج بلقب دوري زين , وتنتظره الفرصة للفوز بلقب كأس ولي العهد الجمعة حينما يلتقي الوحدة في مكة المكرمة. وعلى الصعيد الآسيوي يأتي الفريق وصيفا في المجموعة الأولى التي يتصدرها سباهان الإيراني بفارق 3 نقاط.

سجل ضعيف
السجل الذهبي لكالديرون كلاعب لايتوازى معه كمدرب فرغم تجاربه الأربع التدريبية مع «المنتخب السعودي ومنتخب عمان ونادي الاتحاد - ونادي الهلال» إلا أنه لم يستطع خلالها تحقيق سوى بطوله يتيمة مع الاتحاد حين توج بطلا للدوري بنظامه الجديد , بيد أنه استطاع إيصال الاتحاد إلى نهائي البطولة الآسيوية عام 2009 , وبهذا يكون حقق بطولة واحدة من أصل 8 قاد فيها الفريق الاتحادي , وقد نجح كالديرون في الصعود بالمنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم 2006 المقامة في ألمانيا متصدرا لمجموعته في التصفيات , ولكن خسارته أمام المنتخب العراقي بخماسيه في دورة ألعاب غرب آسيا عجلت برحيله إذ تعاقدت الإدارة المشرفة على المنتخب حينها مع مدرب الهلال البرازيلي باكيتا , وفشل كالديرون في تجربته الثالثة مع المنتخب العماني , حيث خرج معه مبكرا في كأس آسيا 2007 , وكان مدرب المنتخب الأرجنتيني السابق الأسطورة مارادونا قد خاطب كالديرون ليساعده في تدريب منتخب الأرجنتين في كأس العالم 2010 , لكن كالديرون رفض ذلك العرض ويبدو أن الداهية بات على مقربة من إضافة العديد من البطولات لسجله التدريبي في مهمته للهلال وهو الذي افتتحها بتحقيقه لبطولة دبي الدولية الودية وبات الآن على مقربه من لقبي الدوري وكأس ولي العهد.

مناخ مثالي
ذهب الكثير من المتابعين أن كالديرون ليس بحاجة للوقت لإظهار بصمته على الفريق الهلالي وعزوا ذلك لعدة أسباب تأتي في مقدمتها أنه ليس بجديد على المسابقات السعودية , حيث خاض تجربتين مع الكرة السعودية, وأصبح متشربا لنهجها , وثاني تلك العوامل أن الوقت أسعف كالديرون لإقامة معسكرين تدريبين خارجيين الأول كان في قطر خلال فترة توقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب السعودي آنذاك في كأس الخليج في اليمن , وكان المعسكر الثاني لكالديرون مع الفريق الهلالي في دبي حين شارك في بطولة دبي الدولية الودية وفاز بلقبها, وثالث تلك العوامل هي الزخم العناصري الكبير الذي يشهده الهلال وكذلك المناخ المثالي الذي يعيشه كالديرون .

مشاكل وتصريحات
يبدو أن سجل كالديرون التدريبي القصير لم يخل من إشكاليات وقد توزعت مشاكله بين خلاقات مع لاعبين وتصاريح مثيره للجدل, ففي تجربته التدريبية مع الاتحاد دخل كالديرون في خلاف مع اللاعبين محمد نور وأحمد الدوخي وبلغ تصادمه مع نور للدرجة التي دفعت اللاعب بالمساومة في بقائه في الفريق أور حيل كالديرون , وفي الهلال اختلف مع الحارس حسن العتيبي حين استبعده من التشكيلة قبل مواجهة سباهان الإيراني , مما دفع حسن لمغادرة المعسكر لكن إدارة الهلال عالجت الموضوع بحكمة .
و شهدت تصاريح كالديرون فصلا آخر من الإثارة لعل أشهرها تصريحه ضد نادي الهلال حين كان مدربا للاتحاد في إحدى الصحف الأسبانية ثم نفاه بعد ذلك , مبينا أن الترجمة لم تكن بالشكل المطلوب وواصل كالديرون تصاريحه المثيرة والتي لاتعكس هدوءه أثناء اللقاءات وذلك حين وصف لعب فريق الأهلي بالأسلوب القديم.

تصعيد الشباب
لعل أبرز مايميز كالديرون قدرته على ضخ دماء جديدة في الفريق ومنح الفرصة للاعبين الشباب , حين نجح في فرض أكثر من اسم على الخارطة الهلالية يأتي أبرزهم « محمد القرني - شافي الدوسري -عبد الله السديري -عبد العزيز الدوسري « إضافة لقدرته على إعادة أكثر من لاعب لمستواه كمحمد الشلهوب ووليد الجيزاني, وفي الاتحادأتاح الفرصة للاعبين نايف هزازي وسلطان النمري .

تباين آراء
اختلف المتابعون حول كالديرون فمنهم من يراه أنه الأفضل والأنسب حيث يسير بخطا ثابتة مع الفريق وبات على مقربة من تحطيم الأرقام القياسية للفريق مستندين في ذلك إلى عدم تعرضه للهزيمة خلال مشواره مع الفريق سوى في لقاء واحد, كانت لظروف الإصابات والغيابات , حيث وصل حجم الغيابات حينها لـ (13)لاعبا , ومع ذلك واصل كالديرون نتائجه الجيدة وحافظ على الصدراة وأوصل الفريق لنهائي كأس ولي العهد, ويرى معارضوه أن كالديرون لايزال يفاجئهم في كل لقاء بتشكيلة مختلفه عن الأخرى وبأساليب لم يعتد عليها الهلال كالمشاركة بدون محاور كما حدث في لقاء الاتفاق والإصرار على إشراك محمد الشلهوب كمحور ارتكاز.