شدد مدرب توتنهام الإنكليزي هاري ريدناب يوم الثلاثاء على قدرة فريقه في تحقيق المعجزة أمام ضيفه ريال مدريد الإسباني عندما يواجهه غداً الأربعاء في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك بعد خسارته ذهاباً برباعية نظيفة.
ولم تنجح سوى ثلاثة فرق في تاريخ القارة العجوز من تعويض تخلفها ذهاباً بفارق أربعة أهداف والتأهل إلى الدور التالي، وهي ريال مدريد بالذات عندما عوض خسارته ذهاباً أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني 1-5 في الدور الثالث من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي لموسم 1985-1986 بفوزه إياباً في أرضه 4-صفر، وليكسويش البرتغالي بفوزه 4-صفر إياباً على لا شو-دو-فون السويسري بعد خسارته ذهاباً 2-6 في الدور الأول من مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية لموسم 1961-1962، وبارتيزان بلغراد اليوغوسلافي الذي فاز على كوينز بارك رينجرز الإنكليزي 4-صفر أيضاً في إياب الدور الثاني من كأس الاتحاد الأوروبي لموسم 1984-1985 بعد أن خسر أمامه ذهاباً صفر-5.
ويبقى ديبورتيفو لا كورونيا صاحب الانجاز القياسي في هذا المجال ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما عوض خسارته أمام ميلان الإيطالي 1-4 في ذهاب الدور ربع النهائي من موسم 2003-2004 وتأهل بفوزه إياباً 4-صفر.
وقال ريدناب الذي يخوض فريقه غمار ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد أن كان بلغ هذا الدور موسم 1961-1962 ضمن مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة ثم تابع مشواره إلى نصف النهائي عندما سقط أمام بنفيكا البرتغالي الذي أحرز اللقب لاحقاً، "نحن في وضع حيث يرى الجميع أن المواجهة قد انتهت. نحتاج إلى معجزة لكن بإمكان المعجزات أن تتحقق. ذهبت لرؤية مباراة فولهام مع يوفنتوس في الدوري الأوروبي الموسم الماضي. كانوا (فولهام) متخلفين 1-3 بعد مباراة الذهاب ثم تلقوا هدفاً آخر في لقاء الإياب لكنهم نجحوا رغم ذلك بالعودة إلى المباراة والفوز بها (4-1 في الدور ثمن النهائي)".
وواصل ريدناب الذي لام مهاجمه بيتر كراوتش على الخسارة القاسية في الذهاب لطرده بعد 15 دقيقة فقط على صافرة البداية، "كانت إحدى أفضل المباريات التي شاهدتها وأثبتت أن أي شيء ممكن. إذا لعبنا بطريقة جيدة فلا أحد يعرف ماذا سيحصل. إنها مباراة رائعة نتطلع لها. من الواضح أننا كنا نفضل بأن تكون النتيجة أقرب لكن مباراة الذهاب لم تكن كما أردنا لأسباب نعرفها جميعنا. الأمر الأهم أن نقدم كل ما لدينا ولا يمكنني أن أطلب أكثر من ذلك. علينا أن نقدم أداءً جيداً وسنرى بعدها ما سيحصل".
مهمة شبه مستحيلة
من المؤكد أن مهمة الفريق اللندني لن تكون سهلة أمام ريال مدريد الباحث عن الظفر باللقب للمرة الأولى منذ 2002 والعاشرة في تاريخه الرائع، لكن يحسب لريدناب وصوله بالفريق إلى هذه المرحلة وهو نجح منذ تسلمه مهامه في تشرين الأول/أكتوبر 2008 في تحويل توتنهام من فريق يحاول تجنب الهبوط إلى الدرجة الأولى إلى فريق يقارع كبار القارة الأوروبية كما فعل في الدور الأول عندما فاز على إنتر ميلان الإيطالي حامل اللقب (3-1) قبل أن يطيح بجار الأخير ميلان من الدور الثاني بالفوز عليه في معقله 1-صفر قبل أن يتعادل معه في لندن صفر-صفر.
ونجح هاري "هوديني" ريدناب، هذا هو اللقب الذي يطلقه عليه جمهور توتنهام تيمناً بالساحر الاستعراضي الأميركي الشهير هاري هوديني، في أن يجعل الفريق اللندني أول وافد جديد إلى دوري أبطال أوروبا يتصدر مجموعته في الدور الأول بعدما تفوق على إنتر.
ومن المؤكد أن توتنهام بقيادة والد لاعب المنتخب وليفربول السابق جايمي ريدناب وعم نجم تشلسي فرانك لامبارد ليس الفريق الذي يلعب من اجل النتيجة وحسب، بل انه فريق ممتع بفضل أدائه الهجومي السلس الذي سمح له بالسيطرة على مجريات مباراته مع ميلان، المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات، في عقر دار الأخير وأن قدم أداء جيداً في الشوط الأول من مباراته مع ريال (صفر-1 في النصف الأول من لقاء الذهاب) رغم النقص العددي في صفوفه، لكنه سيحتاج بالفعل إلى معجزة لكي يحرم النادي الملكي من بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2003 وللمرة الثانية والعشرين في تاريخه (رقم قياسي).